آمنوا ببعض الرسل ، وكفروا ببعض. ان ايمانهم ببعض التعاليم وكفرهم ببعضها الآخر انما هو حسب ما تقتضيه مصالحهم الذاتية.
بينات من الآيات :
شكر الله والنظرة الايجابية
[١٤٧] ان الله غني عنا ، غني عن أعمالنا ، وغني عن عذابنا ، انه لا يتلذذ بعذاب أحد سبحانه ، بيد انه حين يعذب الناس فانما لاستحقاقهم ذلك ، وبالتالي بسبب جر النار الى أنفسهم بأنفسهم.
ولكي يتحصن الإنسان من شر اعماله فعليه ان يؤمن ، ولكي يؤمن فعليه ان يشكر الله ، إذ ان النفس الشاكرة لأنعم الله عليها ان تتمتع بنظرة ايجابية متفائلة للحياة ، وتنظر الى كل نعمة باعتبارها عطاء جديدا لا تستحقه ، وانه يمكن ان يؤخذ منه في اية لحظة ، فهو من جهة يقدر النعمة حق قدرها ، ومن جهة ثانية يقّدر من أعطاها إياها وهو الله سبحانه ، حق قدره ، وبذلك يزداد ايمانه بالله ، ووعيه التام برحمته الواسعة ، وبهيمنته الدائمة على الحياة.
أرأيت لو استضافك رجل كريم ، ليس لك عليه حق ، وهيأ لك أفضل أنواع المتع واللذات ، ولم يحدد نهاية ضيافته لك ، أو لست تبقى تشعر بالامتنان اليه طيلة فترة ضيافته ، وتعمل خلالها بكل لباقة وأدب يتناسبان ورجل ضيف مثلك ، لأنك تقدر من جهة العطاء الذي قدمه لك على غير استحقاق ، وتخشى من جهة ثانية من الطرد في اية لحظة.
كذلك الشاكر يزداد وعيه بنعم الله ، وبالتالي ايمانه بالله ، وشعوره بمنته عليه كلما اوتى نعمة جديدة ، بعكس المنافق الذي كلما زادت نعم الله عليه كلما