أو لم يقل ربنا في أية اخرى : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) ، ان العفو يربط أبناء المجتمع ببعضه ربطا ويقتلع جذور النفاق منه.
(إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً)
ان الله يعفو عمن عفا عن الناس ويعفو عمن يعمل الخير للناس. يعفو عنهم بالرغم من قدرته عليهم ، أو ليس من الأفضل أن يتخلق العبد بخلق ربه ، وأن يكون هو الآخر عفوا؟!
كيف تعبد الذات
[١٥٠] ما هو الايمان؟
؟ الجواب : انه اخضاع قوى الشرفي الذات لارادة الحق ، وتسليم النفس لهدى العقل ، انه استجابة الإنسان لنداء الله ، وبالتالي مخالفة أهواء النفس ، واتباع برامج الله.
وإذا كان هذا هو الايمان فليس بمؤمن أبدا ذلك الذي يوافق الحق حين يتوافق مع مصالحه ، ويخضع للحق بهدف تحقيق شرور ذاته ، وتسلم نفسه للعقل بشرط موافقة اهوائه ويستجيب لنداء الله حين لا يضر بشهواته ، وهكذا.
انما هذا الرجل متوغل في الكفر لأنه يعبد ذاته ولا يرى الحق الا وسيلة لتحقيق مصالحه.
والذين يبعضون رسالات الله فيأخذون ما يوافق مصالحهم ، ويتركون ما
خالفها .. انهم بالتالي يعبدون مصالحهم ولا يعبدون الله ، لذلك فهم الكافرون حقا ، وقد اصدر القرآن عليهم حكم الكفر مسبقا وقال :