على أنفسهم بالكفر.
ومثل آخر : ان بني إسرائيل كفروا بعيسى ، واتهموا امه الصديقة مريم ببهتان عظيم. وادعوا انهم قتلوا المسيح الذي لم يقتلوه ، بل انهم اشتبهوا فيه ، ولكن الله رفعه اليه ، وقبل ان يموت أي واحد منهم فسوف يؤمن بالمسيح لأنه حق. والإنسان قبل موته يرى الحق بوضوح.
إذا ماذا كان وراء كفر هؤلاء؟ انه الظلم الذي حرم الله عليهم بسببه كثيرا من الطيبات التي أحلت لهم سابقا.
فالظلم سواء كان ذاتيا أو اجتماعيا فانه العامل الاساسي للكفر ، والظلم الذاتي مثل شرب الخمر ، والظلم الاجتماعي مثل محاولة تحريف الناس عن الحق ، وأخذ الربا ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وكل هذه تسبب الكفر ، ومرد الكفر عذاب اليم.
بينات من الآيات :
حقيقة الكفر من واقع بني إسرائيل :
[١٥٣] يجب الّا تخدعنا كلمات الكفار التي يتظاهرون بها. ان مخالفتهم للرسالة انما هي لعدم قناعتهم الفكرية بها ، ويقدمون طلبات يزعمون أنها لو تحققت إذا لآمنوا كلا ، فعلينا أن نكشف عن دوافعهم ورغباتهم الاجتماعية.
فهؤلاء بنو إسرائيل طالبوا الرسول بأن ينزل عليهم كتابا من السماء غير القرآن ، ويبدو أنهم كانوا يريدون أن يكون الكتاب محتويا على بعض الأفكار ، أو أنهم طالبوا بكتاب مكتوب في الألواح ، كما نزل على موسى عليه السلام.