بيد أن هذا الطلب لم يكن في الواقع سوى ستار لإخفاء دوافع كفرهم المصلحية.
إذ أن موسى عليه السلام جاء إليهم بمثل ما يريدون فلم يلبثوا حتى طلبوا منه طلبا تعجيزيا ساذجا فقالوا : أرنا الله!!!
أو يمكن أن يرى ربنا سبحانه؟! بيد أنهم اشترطوا على موسى أن يريهم الله حتى يؤمنوا.
(يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ)
نزلت صاعقة عليهم أبادتهم عن آخرهم ثم أحياهم الله ، والسؤال : لماذا نزلت الصاعقة عليهم بعد طلبهم السخيف؟
الجواب : لأنهم كانوا من قبل ظالمين لأنفسهم وللناس ، وما كان طلبهم الّا غطاء لظلمهم ، أو لأن مجرد هذا الطلب كان دليلا على أنهم يكفرون بالله ، وبقيمة ومناهجه.
وأوضح الله لهم البينات لقد عبروا البحر بعد أن انفلق لهم وتحول الى طريق سالكة ، ولقد قضى الله على عدوهم فرعون بالموت غرقا.
ولقد نزل عليهم المن والسلوى وتفجرت لهم الصخور بالمياه العذبة ، ومع كل ذلك عبدوا العجل ، أفلا يدل ذلك على ان لهم دوافع مصلحية تدعوهم الى الكفر؟!
(ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً)