استطاع بذلك السلطان قمع التمرد المتمثل في عبادة العجل ، وقتل الكثير من الداعين اليه ، وضمن الوحدة الفكرية لبني إسرائيل.
[١٥٤] ومثل آخر من واقع بني إسرائيل أيضا ، حين اقتطع الله قطعة من الجبل فوضعها فوق رؤوسهم ، وهددهم بإفنائهم حتى تعهدوا له بتطبيق الميثاق ، ثم أمرهم بأن يدخلوا المدينة ساجدين لله سبحانه لا متكبرين ولا طامعين ، ونظم حياتهم ، فأمرهم بألّا يصيدوا يوم السبت ، وأخذ منهم ميثاقا وتعهدا شديدا بأن يطيعوا أوامره. فهل فعلوا؟! كلا ..
(وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ)
أي رفعنا فوق رؤوسهم الجبل ليتعهدوا بالميثاق والعهد.
(وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً)
لله ، والباب هو باب المدينة التي فتحها الله لهم بعد أن تعبوا من حياة البداوة ، وسألوا الله بأن يرزقهم حياة الزراعة والتحضر.
(وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ)
أي لا تتعدوا حدود الله في السبت.
(وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً)
[١٥٥] ولكن لماذا نقضوا الميثاق ، وكفروا بآيات الله ، وقتلوا الأنبياء ، وابتعدوا نهائيا عن اتباع الحق ، وبرروا ذلك لأنفسهم ، بأن قلوبنا مغلقة ، ولا تستطيع أن تستوعب هذه الحقائق ، أو ليس لأنهم كفروا؟! فلما كفروا طبع الله على قلوبهم ، وأغلق فيها نوافذ الهدى ، ولم يعطهم الهداية التي هي منّة الله ،