حرمها عليهم طبيعيا ، أي منعها عنهم بطريقة تكوينية. كما حرم مثلا على موسى وهو رضيع المراضع.
قد يكون هذا وذاك معا. إذ أن الامة الظالمة يشدد الله عليها في التشريع كما أن المجتمع الظالم يستوجب نظاما شديدا وقوانين رادعة كثيرة ، وقد كان بنو إسرائيل من هذا النوع ، ولذلك رأينا كيف أن الله تشدد معهم في قصة البقرة لظلمهم ، وهكذا.
والامة الظالمة لا تتنعم بنعم الله ، لان كل فريق منهم يحاول الاستيلاء على حقوق الفريق الآخر ، ولا يحاولون أن يتحدوا ، ويكثفوا الجهود من أجل تحقيق رفاهية الكل واستغلال موارد الطبيعة من أجل خير ورفاهية الجميع.
ولكن يبقى سؤال : ما هو الظلم الذي يمنع النعم؟.
الجواب : أولا : منع الناس عن الاكتساب ، ووضع عراقيل أمام الطاقات أن تحقق الرفاه مما يسميه القرآن هنا بسبيل الله.
ومن الطبيعي أن تتخلف الامة التي تكبل الكفاءات وتضع عليها قيودا كثيرة.
ثانيا : باستغلال القوي للضعيف حيث ان القوي يتكاسل ـ إذ ذاك ـ عن العمل البناء ، ويكتفي بما يستغله من الناس.
والضعيف لا يؤدي دوره لأنه مستغل ، ويضرب القرآن لنا بمثلي أخذ الربا ، وأكل اموال الناس بالباطل .. فالأول : استغلال مبطّن والثاني : استغلال سافر.
(وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ كَثِيراً)