النفس ، وعامل الحسد والكبر وحين تسقط عنهم حجب الريب فتنتهي المصالح ، ويطهر القلب من الحسد والكبر. آنئذ يؤمنون بعيسى ، ولكن متى يتحقق ذلك؟
إنما يتحقق عند الموت ، فعند الموت يفكر الإنسان تفكيرا جديا سليما بعيدا عن مؤثرات الدنيا الفانية ، وآنئذ يعرف الحقائق ، ويعلمها يقينا.
(وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً)
بماذا يشهد عليهم ، أنه يشهد بكذبهم وجدلهم ، ومحاربتهم له. لا لشيء الّا لأنه حمل إليهم رسالة الله ، وأراد لهم الخير ، يشهد على أنهم إنما كفروا به بعد أن عرفوه ، وأن ارتيابهم فيه لم يكن سوى غطاء لحسدهم وحقدهم.
والإنسان حين يتصور نفسه في لحظة مفارقة الحياة ولقاء الله ، آنئذ يكتشف زيف كثير من التبريرات التي يمني نفسه بها ، ويرى الحقائق بوضوح تام ، وعلينا إذا ان نتصور ذلك بين فترة وأخرى لعلنا نهتدي الى الحق.
علاقة الكفر بنقص النعم :
[١٦٠] ان كفر اليهود (وجحودهم وعنادهم) سبب لهم العمى ، وان الله طبع على قلوبهم ، وبالتالي سبب لهم انحرافا رئيسيا في الحياة كما رأينا وانتهى بهم الى نقض الميثاق ، وقتل الأنبياء ، وادعاء قتل عيسى.
أما ظلمهم (تعديهم على حقوق بعضهم) فقد سبب لهم حياة البؤس حيث لم يستطيعوا التلذذ بنعم الله في الحياة.
(فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ)
هل حرمها الله عليهم تحريما تشريعيا (كما حرم عليهم أنواعا من اللحم) أم