ثالثا : ان الله هو الشاهد على صدق الرسالة ، فكل من يعرف الله يعلم ان الله يحب الخير ، ويدعو الى الإحسان والصدق والفداء ، وكل تلك القيم تتفق وروح الرسالة ، ثم يبين الله مصير الكفار بالرسالة فقال : أنهم منحرفون عن الصراط ، وان طريقهم يؤدي بهم الى النار.
ويأمر الناس أخيرا بأتباع الرسالة لأنها خير للناس ، وأنهم لو خالفوها فلن يضروا الله شيئا ، بل انما يعرضون أنفسهم لعقاب الله وسخطه العظيم.
بينات من الآيات :
خط الأنبياء :
[١٦٣] لأن وحي الله لبعض عباده خرق لعادة الطبيعة ، ومخالفة للسنن التي يألفها الناس ، لذلك كان يردّ مدعي الرسالة ، وأوضح تبرير لردّه كان مخالفته للمألوف الذي تعود على الناس ، ولكي يتجاوز القرآن هذا الحاجز النفسي المانع للناس عن اتباع الرسالة. ذكرهم بأن هناك سلسلة طويلة من الأنبياء على فترات من التاريخ ، إذا فليس الرسول بدعا من الرسل ، ولا هو عجيب من امر الله الذي بعث الأنبياء السابقين.
(إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ)
بعد نوح جاء أنبياء كثيرون لا يعرف عنهم التاريخ شيئا ، ولذلك أشار القرآن هنا الى ذكرهم أشارة ، كما لا يعرف بالضبط الفترة الفاصلة بين نوح وإبراهيم.
(وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً)