حاربها كل أنبياء الله ومن بينهم ـ المسيح بذاته (الآية ٧٨).
وهؤلاء الذين أدخلوا هذه الأفكار الكافرة في الرسالات هم كفار وبعيدون عن روح الرسالة ، وابسط دليل على ذلك انهم لا يتناهون عن المنكرات ، وان كثيرا منهم يتخذون الكفار قادتهم وأولياءهم ، وهذه صفة الكفر ، إذ لو كانوا يؤمنون بالله حقا ، لما اتخذوا الكفار أولياء ، بيد ان بعضا من علماء النصارى لا يزالون متمسكين برسالة الله ، وان لهم جزاء حسنا. وبهذا السرد أراد القرآن فصل قيادة المجتمع الاسلامي عن اليهود والنصارى ، ثم عاد يتحدث عن : تنظيم الحياة الاجتماعية وضرورة الانتفاع بالطيبات في اطار مراعاة حقوق الناس.
ومن الحقوق مراعاة اليمين الذي ينظم جانبا من حياة المجتمع.
والمجتمع الاسلامي متماسك لأنه بعيد عن الطيش (هو سبب من أسباب النزاعات الجاهلية) فلا خمر ولا ميسر ولا أنصاب ، ولا أزلام داخله.
ولا يعني ذلك ان كل لذة حرام في هذا المجتمع. كلّا إذ أن كل شيء حلال في حدود القانون الذي تحصنه التقوى والإحسان (الاية ٩٢).
فمثلا : كل الطعام حلال إلا بعض الصيد ، الذي جاءت حرمته امتحانا وتربية للناس وذلك هو الصيد وقت الإحرام ، ويختص ذلك بصيد البر اما صيد البحر فهو حلال حتى في وقت الإحرام وتكميلا للصورة .. تحدث القرآن قليلا عن الكعبة ، وانها تخدم النظام الاجتماعي. فلو حرّم الله الصيد خلال رحلة الحج فلأن ذلك سوف ينتهي الى تنظيم الحياة الاجتماعية الآية : (٩٧).
وبعد ان تحدث القرآن عن ضرورة الالتزام بتعاليم السماء ، بينّ سخافة