البرد القارص ، أو قلة الوقت لعجلة السفر ، أو فقدان الماء ، أو الخوف من عدو قاهر ..
ونستطيع ان نستأنس بهذه الأمثال التي ساقها القرآن الحكيم هنا في تفصيلات قاعدة الحرج وتعميماتها على الأحكام الجزئية الأخرى.
انهم أناس يتطهرون :
(وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
الهدف من الغسل والوضوء أو التيمم هو طهارة الجسد ، وطهارة الروح ، والجسد يطهره الماء والتراب اما الروح فانها تتمرغ في أو حال الشهوات فتحتاج الى ان تتطهر بتجدد الايمان ، وعمليات التطهير هي رمز هذا التجدد. كيف؟
الرجل ينام ويلبي بالنوم حاجة جسدية ملحة ، ولكن روحه وغير راضية عن ذلك ، إن الروح تتطلع الى عمل دائب ، وجهد مستمر لتحقيق مزيد من أهدافها في فرصة العمر لذلك فحين يقوم المرء من النوم يجد روحه كسولة غير راضية ، فيذهب الى الماء ويتطهر استعدادا للصلاة بهدف تحقيق مرضاة الله في العمل بواجبات الدين ، وبالتالي في تحقيق اهداف الروح ، فيرفع الكسل عن روحه بذلك ، ويجد أن روحه بدأت تسير في الاتجاه الصحيح.
ان قيمة التطهر الروحية آتية من انه مقدمة وتمهيد للواجبات واستعداد نفسي لها.
والله حين يبين حكم التطهر فانما يكمل الدين بذلك ، ولا يدع الدين مرتبطا بالجوانب المعنوية فقط ، بل بكل الجوانب وهذا من تمام نعمة الله على الإنسان ،