وجاء في الميثاق إنذار صريح لمن لا يطبقه.
(فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ)
وكيف حال من يضيع الطريق المستقيم ويتيه في الصحراء؟
القلب والتحريف :
[١٣] بيد أن أغلب بني إسرائيل خالفوا الميثاق ولعنهم الله.
(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ)
فأبعدهم الله عن حظيرة الايمان ، ولم تعد قلوبهم تستوعب نور معرفة الله لعظمته ، وتخشى عذابه ، وترجوا رحمته ، لم تعد نفوسهم تندفع الى الخير ، وترهب عواقب الشر ، فأصبحت قلوبهم جامدة لا تهزها متغيرات الحياة ، ولا تؤثر فيها الأحداث ، وبالتالي أصبحت قلوبهم قاسية.
(وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً)
ان القلب يلين بالمعرفة والموعظة ويقسوا بالجهل والغفلة .. ان معرفتك بالله تجعلك تخافه وترجوه ، وبين الخوف والرجاء يلين قلبك ويستعد للتفكير الموضوعي ويتقبل الحق الذي يهديه اليه تفكيرك الموضوعي ويندفع للعمل الذي يستوجبه الخوف والرجاء ، القلب اللين يحب ويكره. يحب ما يسبب له السعادة ويكره ما يشقيه فالقلب اللين كأرض لينة تنبت الزرع ، وتستجيب للعمران.
اما إذا جهلت الحياة ، ولم تؤمن بالله ، ولم تع الاخطار التي تهددك ولم تعرف المنافع التي يمكن ان تأتيك فان قلبك يقسو ويصبح صلبا لا يتحرك لرجاء