أهدافهم الخبيثة.
ولم يكتف اليهود بتحريف الكلم ، بل وحرفوا بعض بنود الرسالة لأنهم حين قست قلوبهم لم يعطوا للرسالة قيمة فحرفوا منها ما خالف أهواءهم.
(وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ)
ولم يقل القران حذفوا قسما من الرسالة بل قال : (نَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ).
لان الرسالة باقية لا تتغير ، ولا يقدر أحد ان يحذف منها شيئا بل هم الذين نسوا وبالتالي ابتعدوا عن بعض بنود الرسالة.
ثم عبر القران بكلمة (حظ) عن جانب للدلالة على ان القسم الذي نسوه من الرسالة كان بالتالي في صالحهم كسائر أقسام الرسالة.
وأخيرا قال الله (مما ذكروا به) لبيان أن عقولهم كانت تتوافق مع بنود الرسالة التي كانت تذكيرا لتلك العقول ، بيد أنهم أداروا ظهورهم عن هدى عقولهم أيضا ... فلم يحفلوا بالرسالة ولا بما ذكّرت به.
ولم تنته فصول اللعنة التي أحاطت باليهود بسبب نقض الميثاق عند هذا الحد ، بل سيطرت اللعنة على سلوكهم العام.
(وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ)
لأنهم أصيبوا بقسوة القلب ، والاستخفاف بالرسالة وتحريفها ، ونسيان جانب منها ، فقد توغلوا في الأنانية وما الأنانية سوى وليدة الاستهانة بقيم الحق ، والتمحور حول الذات.