وهذه الأنانية ولدت عندهم خيانة بعضهم البعض الآخر ، لأن الامانة تأتي نتيجة الخوف والرجاء والالتزام بالقيم والتمحور حول الحق.
اما هؤلاء فكانت قلوبهم صخرية ، ولم يجدوا حتى رائحة القيم فلما ذا الامانة؟
بيد ان خيانة هؤلاء يجب الا تدعونا الى خيانة مضادة ، إنّ الأمة الإسلامية يجب ان تحتفظ بأخلاقياتها السامية عند تعاملها مع الأمم الفاسدة خلقيا ، والا تكتسب منها سيئات خلقها وسلوكها.
لذلك نبه القرآن الى ذلك بالقول :
(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
العفو : هو عدم مؤاخذة المذنب بذنبه ، والصفح : هو نسيان هذا الذنب كلية ، والإحسان : هو محاولة إصلاح المذنب برفع أسباب ذنبه (كالفقر والجهل أو الحقد).
النصاري النموذج الآخر :
[١٤] كانت تلك قصة نقض اليهود للميثاق ، اما قصة النصارى في نقض الميثاق فهي تختلف جزئيا في قسوة القلب فلان رسالة المسيح كانت منصبة على المواعظ والترغيب والترهيب فان النصارى لم يصابوا بلعنة قسوة القلب.
بيد ان النصارى نسوا ـ مثل اليهود ـ جانبا من رسالتهم ، واتبعوا في ذلك الجانب أوهامهم وشهواتهم ومصالحهم.
ولأنّ البشر حين يتبعون أوهامهم وشهواتهم ومصالحهم فإنهم يختلفون فيما