مناهج الله التي فيها رضوانه ، فالذي يتولى عنها سوف لا تعطيه رسالة الله نورا في القلب ، ولا شريعة في الحياة.
إن عقل الإنسان يتبع إرادته ، فلو أراد الإنسان أن يفهم ، لتحرك نحو أسباب الفهم ولفتح عينه وسمعه وقلبه ، ولبحث عن وسائل المعرفة.
أما الذي لا يريد أن يفهم ، فإن عقله يدس في تراب الجهل ، ويخبت نوره إلى الأبد.
والذي يريد الفهم عليه ان يجهد في سبيل ذلك ، بأن يبحث عن العلم ، فإذا وجده عمل به ، وكلما زاد عمل الإنسان في شيء زاد علمه فيه.
اما من علم علما فلم يأبه به ، ولم يعمل بهداه ، فان العلم سيرتحل عنه بلا توديع ، وقد جاء في الحديث :
«العلم يهتف بالعمل ، فان أجابه والا ارتحل»
لذلك فان هدى الله لا يعطى الا لمن عمل به ، واستعد لبذل الجهد في سبيل تطبيقه ، فاذا فعل البشر ذلك ، فسوف تتوضح له دروب السلامة في مختلف حقول الحياة ، درب السلامة في : الاجتماع ، ودرب السلامة في السياسة ، وفي الاقتصاد وهكذا.
ذلك لأن لكل حقل دربا سليما ، ودروبا مهلكة ، تنتهي بسالكها الى المأساة ، وهذه الدروب لا يهتدى إليها الا العاملون فقط.
(يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ)
إن الذين يتبعون مناهج الله ، يهديهم ربهم للطرق السالمة في الحياة بعيدا عن