فالدين المتعلق بالميت مقدم على الوصية ، وعلى الورثة حتى ولو غطى التركة كلها.
ان الإنسان يجب ان يرث أبناؤه كل ثروته دون أبويه ، وهما على شفا الموت بينهما أبناؤه يستقبلون الحياة الحافلة بالمشاكل والصعوبات ، من هنا يتساءل : لماذا وضع الله نصيبا مفروضا للأبوين؟ ويجب القرآن الكريم على ذلك :
(آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً)
فربما يكون الآباء هم أقرب الى نفعكم من الأبناء ، فلو لا جهود أولئك ومساعيهم ، ولو لا رعايتهم ولو لا خبرتهم لكانت حياتكم جحيما ، فلا بد ان تكون لهم مكافأة رمزية.
(فَرِيضَةً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً).
موارد الإرث :
[١٢] بعد الحديث عن القرابة «الرحمية» جاء دور القرابة الزوجية «السببية» وبين القرآن ان الزوج يرث نصف تركة الزوجة ان لم يكن لها ولد ، والا فالربع ، اما الزوجة فترث الربع ان لم يكن له ولد ، والا فالثمن.
وأكدت الآية أكثر من مرة ضرورة أداء دين الميت واحترام وصيته ، وأكدتها هنا أكثر من الآية السابقة باعتبار ان العلاقة الزوجية لا تكون قوية فيستأثر الوارث منها بالمال دون ان يعير وصية الميت انتباها.
(وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ