بان يقوم هو وربه بالقتال نيابة عنهم ، بيد أن الله حرم المدينة عليهم ، وجعلهم يتيهون في الصحراء أربعين سنة.
وهكذا تكون عاقبة الذين يخالفون أوامر الله ، وهكذا تكون عاقبة من لا يؤمن برسالاته.
بينات من الآيات :
استمرارية الرسالات :
[١٩] الرسالة السماوية مستمرة سواء في شخص الرسول أو في أوصيائه ، وحملة علمه وهديه ، وبالتالي فانها لا تنقطع في أي زمان ، بيد انها قد تغتر ، وتتباطأ خطواتها وتقدمها في الحياة ، وحينئذ يختار الله من عباده رسولا جديدا يعطي دفعا لمسيرة الرسالة ، ويزيل عنها فترتها وتباطؤها.
وقد جاء الرسول (ص) وفقا لهذه السنة الإلهية ، والهدف من بعثته توضيح المسيرة للناس بعد ان طمست التحريفات معالمها.
(يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ)
والرسالة نعمة إضافية للإنسان ، فقد زود الله البشر بالعقل والعلم ، وعليه أن يتجنب المهالك بهما.
ولكنه مع ذلك من عليه بالرسالة إتماما لنعمته ، وتكميلا لفضله ، لكي لا يأتي غدا ويلقي بمسؤولية هلاكه على الله سبحانه ويقول مثلا : يا رب لماذا لم تبعث رسلا فقد كنا غافلين جهلة وها هو الله قد بعث الرسل.