تطبيقه بالقوة ، بل بالالتزام الذاتي (وهو التقوى) فبالحذر من عذاب الله يتجنب الفرد المزالق التي تؤدي به الى الهلاك.
الكمال المنشود :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ)
والتقوى يجب الا تكون طريقا الى الجمود والسكون ، بل وسيلة للتحرك المستمر للوصول الى الكمال الأرفع ، الذي هو عند الله سبحانه ، فلله الأسماء الحسنى ، والكون كله يسعى من أجل الكمال الذي لا يبلغه الا عند ربه ، ولذلك نجد موكب الوجود متصاعدا الى ذلك الرفيق الأعلى ، والإنسان لا يشذ عن هذه الحركة لو سلمت فطرته الاولية ، فهو بفطرته يسعى من أجل العلم والقدرة والمحبة والجمال وسائر الأسماء الحسنى التي هي لله وحده.
وعلى البشر الا يترك طريقه يمكن ان تصل به الى تلك الأسماء الا اتبعها وسار فيها دون اي توان أو كسل ، لان ذلك هو الهدف الأسمى له في الحياة ، ان النشاط المكثف والحركة الدائمة في طريق الله وبلوغ أسمائه الحسنى هو الكفيل بتكامل البشر وتصاعده ، لذلك قال ربنا :
(وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)
الوسيلة الى الله :
ترك السياق كلمة الوسيلة عامة مطلقة تشمل كل الوسائل الحقيقية التي تؤدي بناء الى الله ، والى أسمائه الحسنى من العلم والقدرة والمحبة والجمال.