وتجعل كل فرد قلقا على مصير جهوده التي حصل بها على هذا المال ، بالضبط كما ان قتل نفس واحدة بمثابة قتل الناس جميعا ، لأنه يهدد امن المجتمع كله ، وحين ينعدم الأمن في البلد لا يجد الناس ذلك الدافع القوي نحو بناء وطنهم ، وتفجير طاقاتهم ، وتخزين ثروتهم للمستقبل ـ من هنا كان جزاء السارق شديدا في الإسلام ـ بالرغم من انه لا يبلغ قساوة العقوبات التي فرضتها بعض الانظمة بقتل السارق ، انما يوجب قطع يد السارق لتكون جزاء وعبرة.
(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
حد القطع :
ويقول الفقهاء انه تقطع أصابع اليد اليمنى فيما لو كانت السرقة من حرز ، ويبدو لي ان العقوبة يجب ان تقتصر على أقل قدر ممكن ، وأقل ما في اليد الأصابع كما ان السرقة من غير حرز قد لا تعتبر سرقة في مفهوم العرف.
والدولة الاسلامية مظهر لعزة الله وقوته وقدرته وحاكميته ، كما هي مظهر لحكمة الله وهداه وصلاح نظامه وتشريعه.
الهروب إلى التوبة أسلم :
[٣٩] في كل جريمة ، الهدف الاساسي للإسلام تزكية المجتمع منها ومن آثارها ، وليس الهدف الانتقام من الفاعلين من هنا يفتح الله امام المجرمين باب التوبة ، ولكن يشترط عليهم الا تكون توبتهم لفظية ، بل توبة نصوحا تتجلى في