لما ذا الاختلاف؟!
ويبدو لي : أن القرآن الكريم أخذ يعالج مسألة الخلافات البشرية بصفة عامة هنا ، بمناسبة الاختلاف القائم بين كتب السماء ، وأتباع الديانات السماوية ، وأجاب على هذا السؤال لماذا يختلف الناس في ممارساتهم؟!
بإجابة واضحة نفصلها في عدة نقاط :
ألف : إنّ كل أمة تتميز بممارسات حياتية مادية ومعنوية خاصة ، فاقتصاد كل امة واجتماعياتها وسلوكياتها الفردية (وسائر ما تسمى بالشرعة) تختلف عن غيرها ، كما أن لغتها وثقافتها وتطلعاتها (وسائر ما يسمى بالمنهاج) تختلف عن غيرها.
باء : إنّ هذا الاختلاف فطري نابع من خلقة البشر ، وطبيعة اختلاف الحياة ، وانعكاس هذا الاختلاف على كيان البشر ، والا فان الله قادر على أن يجعل البشر ـ كما الطيور والأسماك وما أشبه ـ أمة واحدة دون اختلاف يذكر فيما بينهم.
جيم : والاختلاف نافع للحياة البشرية لأنه يدعو الى التنافس والتسارع الى الخيرات ، إذ كلّ طائفة تسعى من أجل معرفة أفضل بأنظمة الحياة ، ووسائل أفضل لتسخير إمكاناتها بهدف تحقيق التقدم على الطوائف الاخرى ، ولذلك نجد الحضارات الكبرى في التاريخ إنما نشأت بسبب تصارع الطوائف مع بعضها ، تصارعا خفيا لا يدعو الى التدمير داخل الامة الواحدة.
دال : إن هذا الاختلاف ينبغي ألا يجعل عدوا رئيسيا يستهدف كلّ فريق