القضاء عليه بالقضاء على صاحبه أو بالجدليات الكلامية كلا. بل ينبغي ان يترك الحكم على عاقبة الاختلاف ونهاية الصراع أن يكون لهذا أو لذلك يترك ذلك الى الله واليوم الاخر حتى لا توجه هذه الطاقة البنّاءة (طاقة الصراع والتنافس) الى الدمار والهلاك ، فيصبح هدف كل فريق القضاء على مكاسب الفريق الآخر كلا. بل ليكن هم كلّ فريق الحصول على مكاسب أكبر من صاحبه في ميدان الحياة الرحيب الذي يسع الجميع دون تضايق.
إنّ حكمة الله في إيجاد الناس مختلفين هي اختيارهم في مدى القوى الذاتية ، والامكانات الطبيعية التي وفرها لهم لكي يعلم أيّ الفريقين أكثر معرفة وعلما بالحياة ، وأفضل تسخيرا لها وبالتالي أكثر إيمانا ، وأفضل عملا صالحا.
(فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِ)
ويجعل العلم في القرآن في مقابل الهوى لأن الأهواء هي الحجب الكثيفة التي تمنع الإنسان من الوصول الى الحق.
(لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً)
بالرغم من ان الشرعة والمنهاج بمعنى واحد وهو الطريقة حتى قالوا : بأنهما مترادفان بالرغم من ذلك فان المنهاج هو : الطريق المستقيم ، بينما الشريعة هي : الطريق العريض الواضح ، فيتبادر ان المراد بالمنهاج هو ما يخص الأمور المعنوية (والتي نسميها بالثقافة) باعتبارها لحاظ الاستقامة في الحكمة ، بينما المراد من الشريعة هو الأمور المادية والله اعلم.
الأهداف البعيدة للاختلاف :
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ)