طريق الحق ، وابعد عن الهدى.
بينات من الآيات :
لا توال هؤلاء!
[٥٧] حين يكون مقياس الإنسان في تقييم الأشخاص والمجتمعات هو مبدؤه ودينه ورسالته ، يكون ولاؤه للناس بقدر ولائهم لذلك المبدأ والدين أو تلك الرسالة ، اما إذا كان المقياس مصالحه العاجلة فانه قد يوالي من يخالف دينه ورسالته ، أو حتى يستهزئ بها أو يحاول الانتقاص منها ، والاستهزاء هو أسوأ أنواع الانتقاص من فكرة أو شخص ، حيث يزعم المستهزئ ان سخافة الفكرة أو رذالة الشخص قد بلغت حدّا لا يحتاج الى دليل لردها ، بل الى كلمات ساخرة ينتبه الفرد بعدها الى واقعه وواقع فكرته غير الصالحين.
والقرآن الحكيم ينهى المؤمنين من تكوين علاقات ولائية بينهم وبين من لا يحترم دينهم ويقول :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ)
الهزء : السخرية الظاهرة ، بالكلام واللعب ، واتخاذ الشيء مادة للتلهية عمليا كتقليد حركات الصلاة استهزاء ، أو أداء الصلاة نفاقا (كما قال بعض المفسرين) ومن المعلوم ان جميع اليهود والنصارى أو أهل الكتاب ليسوا كذلك بل إن بعضهم هو الذي يستهزئ بالدين.
(وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)