فلا تدفعكم المصالح العاجلة الى الارتباط بمثل هذه الفئات ، فان كرامة الإنسان واستقلاله أعز شيء عنده ولا يجوز التنازل عنهما لا سباب مصلحية مؤقته كما تفعل بعض الانظمة في بلاد المسلمين حيث يرتبطون بالغرب والشرق أو بدولة إسرائيل الغاصبة ، ويعقدون معهم احلاف الولاء لبعض المصالح العاجلة ، في الوقت الذي لا تني مؤسسات الغرب الثقافية والاعلامية وأحزاب الشرق العميلة وابواق إسرائيل عن النيل من الإسلام واهله.
والسؤال الذي يفرض علينا عبر التاريخ ودروس الحضارات البائدة والمجتمعات المتخلفة هو : كيف يحترم العالم مجتمعا لا يحترم نفسه ، وكم يفي العالم لمثل هذا المجتمع الناقد لكرامته واستقلاله ، وكم يفي له بالعهود ، والى متى تستمر له هذه المصالح العاجلة ، وأساسا هل تعني المصالح شيئا لمجتمع فقد كرامته؟!
[٥٨] وحين ينادي المؤذن بالصلاة ترى هؤلاء يستهزئون بها ويتغامزون بينهم ويقولون لبعضهم : انظروا الى المسلمين يتركون أعمالهم لأداء شيء غير نافع ، وهذا مثل ظاهر لما ذكرت في الاية السابقة.
(وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ)
انهم لا ينتفعون بما وهب الله لهم من نعمة العقل التي تدعوهم الى التفكر في فوائد الصلاة ، ومدى ارتباط سعادة البشر وفلاحه بها.
[٥٩] بل ان هزء هؤلاء وإنكارهم على المسلمين وتناقضهم معهم ليس من أجل المصالح المتضادة ولا من أجل الاختلاف في الدم واللغة كما يزعمون بل من أجل الاختلاف في القيم والمبادئ ، وان المسلمين امنوا بالله وبالرسالات.