وبلا مصلحة ذاتية بل متشفيا لنفسه الحاقدة ويبقى سؤال : كيف تتسبب الخمرة في العداوة؟
الجواب : ان الخمرة تذهب بالعقل ، وتضعف الارادة ، فيفقد الإنسان السيطرة على شهواته فتصبح شهواته هي المسيطرة عليه ، تسوقه الى حيث الاعتداء والظلم.
اما الميسر فانه يعتمد على محاولة كل فريق التغلب على الآخرين ، ليس بالعمل الصالح وانما بالصدفة أو بالمكر والشطارة.
ومعلوم كيف تنتهي حالة مجتمع تسود علاقاته : المغالبة والمنافسة الماكرة؟! وسبب أخر لحرمة الخمر والميسر هو : الإلهاء عن ذكر الله ، وذكر الله هو طريق فلاح الإنسان.
ان الشيطان الذي يجسد قوى الشر في الطبيعة ويثير قوى الشر في النفس ، لا يريد توحيد كلمة البشر ، بل يحاول تقوية شهوات البشر ، ودعم أهوائه الذاتية ، وليس هدف الشيطان الذي يدعو الناس الى اللهو واللعب والى معاقرة الخمر ونسيان المسؤوليات ، ويدعوهم إلى لعب القمار والابتعاد عن العمل الصالح ، وكذلك فهو لا يهدف أبدا الى إسعاد البشر.
والله يريد من الإنسان ان يكون واعيا لمسؤولياته ، عالما بان هناك رقابة مشددة عليه من الله حتى يطبق واجباته متذكرا أبدا تلك الرقابة.
اما الشيطان فيريد تناسي الله والابتعاد عن ذكر الله بالخمر والميسر.
ومن هنا قال الله عن هدف الشيطان من الخمر والميسر :