عليه ان يكفر عن ذنبه بمثل ما اصطاد من الحيوان ، وبالتالي يجب عليه ان يقهر شهواته التي حاولت الاستفادة من الحياة بالعطاء لها مجددا حتى يعرف ان اتباع الشهوات يؤدي الى الوبال.
وفي الوقت الذي حرم صيد البر ، أحل الله صيد البحر في حالة الإحرام لان الهدف هو تنمية الارادة وتربية روح التقوى ، وليس الهدف تجويع الإنسان.
بينات من الآيات :
الصيد وامتحان الإرادات :
[٩٤] بالرغم من ان عملية الاصطياد في الحج تتم بصورة مشروعة وليست استثمارا لجهد الآخرين ، إذ ان صاحب الصيد هو صاحب العمل ، بالرغم من ذلك فقد حرم الله هذا الصيد لا لأنه استثمار لجهد الناس (كما في حرمة الربا) ولا لأنه يضر بعقل الإنسان ، ولا لأنه يضر بجسمه (كما في حرمة لحم الخنزير) ، ولكنه لمجرد اختبار ارادة الإنسان وتنمية روح التقوى فيه.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ)
إذا ، فهو امتحان ، والهدف منه معرفة الذي يخشى الله بالغيب ، وهو ذلك الذي استفاد من نور عقله في اكتشاف عاقبة عمله ولم يحدد رؤيته بما يراه امام عينه ، بل نظر بعيدا بعيدا. نظر الى الله الذي يراقب عمله ، ويحصي عليه ذنوبه ، فيجازيه عليها فخشيه.
(فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ)