فمثلا : يشرب الماء الملوث فيصاب بمرض دون ان يعرف ان سبب مرضه هو ذلك الشراب ، بيد ان الله لا يدع الإنسان يضل أو يهتدى حتى ينبئه ويخبره به يقينا ، أنه كان على ضلال وان ما يعانيه من عقاب هو ثمن ضلالته أو انه كان على هدى وان ما اكتسبه من الثواب هو جزاء هداه.
اننا كبشر نخشى لوم الناس ، فاذا سخر منا أحد انهزمنا نفسيا امام سخريته وقد نفقد الثقة بأنفسنا ونفقد الاطمئنان الى ديننا لمجرد ان أحدا سخر منا.
وقد يترك البعض طريق الهدى لمجرد ان الناس يقولون له ان هذا ضلالة.
والقرآن يبيّن لنا هنا بان المستقبل كفيل ببيان صاحب الحق وصاحب الباطل ، فلما ذا ننظر الى أقوال الناس ، ولماذا لا نثق بعقولنا وبما نكشفه بأنفسنا من حقائق ، ولماذا لا نهتدي الى الصواب بحجة ان الآخرين لم يهتدوا اليه؟! دع الآخرين يتبعونك لأنك أنت وليسوا هم على صواب ولا تخش أقوالهم لان الحقائق ستظهر قريبا.