(وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ)
اي ما ارتكبنا عدوانا ، وإذا كنا قد ارتكبنا عدوانا أو تجاوزنا الحد فان ذلك يثبت علينا صفة الظلم ونحن سوف نستعد لمواجهة العقوبة المفروضة على الظالم.
[١٠٨] ان هذا النوع من الاستشهاد سيكون أفضل أنواع الشهادة. لأنها تستنهض ضمير الشاهد وتثير فيه وازعه الديني.
(ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها)
أي أقرب الى الشهادة المأتية على الوجه الصحيح.
وفي ذات الوقت سيكون ذلك سببا لاطمئنان الناس بالشهادة إذ أن الشهادة تتأكد بالحلف.
(أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ)
أي يخشوا من عاقبة ردّ اليمين على الورثة بعد شهادة الشاهدين فيفتضح أمرهما. وعلى العموم ، الشهادة طريق الإنسان الى العلم ، ولكنها بحاجة الى التقوى والسماع من قبل المستمع للشهادة ، إذ أن التقوى ستمنع المستمع من الحكم المسبق على الشاهد أو في القضية من دون دليل ، وستمنعه من الميل نحو أحد طرفي القضية لان صاحبه من أقارب الميت ، أو لأن مصلحته ستكون في ذلك أو لمجرد الاستعجال في الحكم من دون معرفة ان ذلك يخالف روح التقوى.
أما السماع فانه الشرط المادي لمعرفة الحقائق بعد توفر الشرط النفسي والعقلي وهو التقوى لذلك قال ربنا :