(إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
في مواجهة الفكرة الخاطئة التي اعتقد بها النصارى في عيسى وأرادوا أن يتهربوا من المسؤولية تحت غطائها ، وهي : أن عيسى وأمه إلهان يخلصانهم من عذاب الله ، في مواجهة هذه الفكرة ، نجد القرآن يشرح لنا حقيقة المسؤولية ، ويبين أن الإنسان مسئول أمام ربه على أعماله ، وعلامة مسئوليته علم الله به ، ورقابته عليه ، وشهادته عليه ، وجزاؤه على أعماله.
[١١٩] وأكد الله هذه الفكرة وبين الجانب الايجابي من المسؤولية وهو الجزاء الحسن الذي أعده ربنا لمن أحسن عملا.
(قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)
وبذلك بين أن الصدق هو الابتعاد عن التبرير والنفاق والتهرب من المسؤولية بأسلوب أو آخر ، ان هذا الصدق ، هو أهم عمل صالح يقوم به الإنسان ، إذ انه يدفعك الى تحمل مسئولياتك وأدائها أداء حسنا.
(لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
لأنهم سعوا من أجل تطبيق أعمالهم حسب أوامر الله والتزموا الصدق ، ووافقت أفكارهم وأقوالهم الحق ، فان الله جزاهم بالرضا ، فهو رضي عنهم وهم رضوا عنه. إنّ تبادل الرضا بين العبد وبين ربه ، يأتي نتيجة انسجام العبد مع الحق ، في ممارسته ... وفي تفكيره .... في كلامه ، وفي عمله.
[١٢٠] الله هو الحق .. الله هو ضمير الكون الشاهد .. الله هو مدبر الكون وربه ، وحين ينفذ العبد أوامر الله ، فان الله يسخر له الكون. إذ انه يتصل