الإفراد لهذه الرسالة ، ومحاولة هدايتهم الى الصراط المستقيم ببيان طريقة تطبيق المبادئ ، وقد أدى عيسى عليه السلام هاتين المسؤوليتين بأمانة وقال :
(ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ)
بيد أن شهادة الرسول هي شهادة محدودة ، إنها شهادة وقتية ، تختص بأيام حياته أما بعدئذ فان الله هو الشهيد.
(فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)
تراقب أعمالهم لتحاسبهم عليها في الدنيا والآخرة ، أما رقابة الله لأعمال العباد فتنعكس في جزائه لهم عليها جزاء عاجلا في الدنيا ، أو آجلا في الآخرة ، من دون أن يقدر أحد على الفرار منها ، وهذا يدفعنا الى فرض رقابة ذاتية على أنفسنا الا تصدر منا غلطة ، يسجلها ربنا ويحاسبنا عليها سريعا.
(وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
شهادة الله هي : هيمنته المباشرة على الحياة التي تتجسد بنصر المؤمنين المخلصين في أعمالهم ، وخذلان الكافرين والمنافقين ، وهداية المجاهدين والمحسنين. إن الله هو السلطان الحقيقي للحياة وعلينا ان نتوكل عليه ولا نخشى أحدا أبدا من دونه.
سلطان الله :
[١١٨] إن سلطان الله ليس سلطانا فعليا فقط بل ويمتد الى المستقبل ، فبيده العذاب والمغفرة.