من هنا عاد القرآن وذكر الإرث باعتباره من عوامل التفاضل الاجتماعي وقال :
(وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ)
أي أورثنا كل إنسان مواليه الذين هم اولى الناس به ، وتشجيعا له على العمل وبذلك أعطينا تركة الوالدين والأقربين لألصق الناس بهم.
(وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ)
وهذه الفئة هي التي تمت للعائلة بصلة عن طريق عقد التحالف ، فأمر القرآن أن يعطى لهم نصيب من الإرث حسب التعاقد. وتسمى هذه الفئة ب (ضامن الجريرة) وهي ترث وتورث حسب الاتفاق.
وفي الوطن الاسلامي الكبير حيث ينفصل الكثير من الناس عن مواطنهم الاصلية ، فيحتاجون الى اسرة ينتمون إليها ويتبادلون معها الحب والتعاون في شؤون الحياة ، هنالك شرع الإسلام قانون التحالف ، وتحدث هنا عن جانبه الاقتصادي حيث يصبح الفرد كواحد من أبناء الاسرة يرثها ويورثها ويضاعف هذا القانون من قوة التحالف والتماسك ، ويجعل للافراد مأوى اجتماعي يلجأون اليه في مواجهة صعوبات الحياة.
ولكن بما ان بعض الناس يمكن أن يخونوا تحالفهم مع هؤلاء الضعفاء لذلك حذر القرآن من ذلك وقال :
(إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً)
فلا تفكروا في نقض الميثاق ، ونكث الحلف.