أي أنهم بعد الاعتراف بالعصيان يحاولون تبريره ، ويطلبون الاستماع لهم ، الّا أن أقوالهم لا تستحق السماع.
(وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ)
ان كلامهم واعتذارهم لا ينطلق من منطلق التوبة ، بل من منطلق النفاق ، والتمييع للقرارات ، والمخالفة لها ، وبالتالي الطعن في الدين وأصوله.
وكان الأفضل لمصلحة هؤلاء الشخصية ، ولاستقامة حياتهم العامة ، أن يطيعوا الله اطاعة تامة ، حتى إذا خدعتهم الدنيا عن الطاعة ، تابوا الى الله وطالبوا بأمهالهم فترة من الوقت لكي يطيعوا الله في المستقبل.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ قالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا)
أي طلبوا الاستماع الى أعذارهم ، وطالبوا بإمهالهم وانظارهم ، حتى يطبقوا القرارات في المستقبل.
(لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ)
أي أكثر نظما لحياتهم (مقتبس من القيام بمعنى ما يقوم به الشيء)
ويبقى سؤال : لماذا خالف هؤلاء أوامر الله؟
الجواب : لأنهم يكفرون بالله في واقع أمرهم ، بالرغم من ايمانهم الظاهر ، والله يبعد الكفار عن رحابه.
(وَلكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً)