ان الإنسان المسلم ذكي ، لا يأخذ الأشياء ببساطة وطيبة قلب ، بل بالتقييم الموضوعي وفق مقاييس الله الذي هو أعلم بالعدو والصديق.
ويجب الّا نخشى من هؤلاء الدجالين المقنعين بقناع الدين ، ولا نقول (قد) يكونون مقرّبين عند الله ، بل علينا أن نتصل مباشرة بالله وبهداه في تقييم الناس ، وهو يكفينا شر هؤلاء.
(وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدائِكُمْ وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفى بِاللهِ نَصِيراً)
الولي هو : الذي يلي الإنسان في القرب ، أو يلي شؤونه ويقوم بها ، وقد يكون للإنسان صديق عاجز ولكن الله ولي ينصر عباده.
كيف تعرف العالم المزيف
؟ [٤٦] وإذا أردنا أن نعرف هذا الفريق من الناس ، فما علينا إلا أن نلقي نظرة على صفاتهم التي من أبرزها تحريف الكتاب ، وتأويل آياته في غير معانيها الصحيحة ، فاذا أنزلت آية في سلطان جائر حرّفوها حتى تنطبق على السلطان العادل ، أو على الشعوب المطالبة بحقوقها. مثلا : يحرفون كلمة الفتنة من معناها الحقيقي الذي يعني الظلم الى معنى الثورة ضد الظلم ، وبدلا من أن يسموا الحكام بالمفتنين ويصدروا بحقهم أحكام القرآن ، تجدهم يؤلون ذلك في الثوار فيسمونهم بأصحاب الفتنة.
هؤلاء منافقون ، يميعون قرارات القيادة ، ويبررون مواقفهم الجبانة ببعض التبريرات السخيفة التي لا تعود الى محصل.
(مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ)