يقول (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)(١) وأنا أكره أن يكون خلة ما بيني وبينك تؤول بنا إلى عداوة يوم القيامة. قالت : يا هذا أتحسب أنّ ربي وربك لا يقبلنا. ان نحن تبنا إليه؟ قال : بلى ، ولكن لا آمن أن أفاجأ ، ثم نهض وعيناه تذرفان ، فلم يرجع بعد ، وعاد إلى ما كان عليه من النسك (٢).
١٦٠٢ ـ وحدّثني أبو الحسن ـ أحمد بن عمرو بن جعفر ـ عن الزبير بن أبي بكر ، عن بكّار بن رباح ، قال : كان عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار من بني جشم بن معاوية ، وكان حليفا لبني جمح ، وكانت أصابت جدّة منّة من صفوان بن أمية ، وكان ينزل مكة ، وكان من عبّاد أهلها ، فسمي القسّ من عبادته ، فمرّ ذات يوم بسلّامة ، فوقف يسمع غناءها ، فرآه مولاها ، فدعاه إلى أن يدخل عليها ، فذكر نحو الحديث الأول ، وزاد فيه : ونظر إليها فأعجبته ، فسمع غناها فشغفت به وشغف بها ، وكان ظريفا ، فقال فيها:
أمّ سلّام لو وجدت من الوج |
|
د عشر الّذي بكم أنا لاقي |
أمّ سلّام أنت شغلي وهمّي |
|
والعزيز المهيمن الخلّاق |
/ أمّ سلّام جدّدي لي وصلا |
|
وارحميني هديت ممّا ألاقي |
__________________
١٦٠٢ ـ إسناده ضعيف.
بكّار بن رباح ، ترجمه ابن حجر في اللسان ٢ / ٤٢ ، وقال : أتى بخبر منكر.
وأنظر الخبر في الأغاني ٨ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، من طريق : الزبير بن بكار به ، ولكنّه لم يذكر الأبيات ، وكذلك في العقد الفريد ١٧ / ١٤ ـ ١٥ مع اختلاف في اللفظ ، وزيادة في الشعر.
(١) سورة الزخرف (٤٣).
(٢) ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٣٧٦ نقلا عن الفاكهي بسنده. المتقدّم. كما ذكره أبو الفرج في الأغاني ٨ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، وابن عبد ربّه في العقد الفريد ٧ / ١٤ ـ ١٥.