يعنى أنه إذا ورد من كلام العرب ما يوهم تقديم معمول خبر كان على اسمها وهو غير ظرف أو مجرور يؤول على أن ينوى فى كان ضمير الشأن وهو اسمها والجملة بعدها فى موضع خبرها ففى كان من قوله بما كان إياهم ضمير الشأن وهو اسمها وعطية مبتدأ وعودا فى موضع خبره وإياهم مفعول بعوّدا مقدما على المبتدأ. وقوله ومضمر الشأن مفعول بانو واسما منصوب على الحال من مضمر الشأن وإن وقع شرط وموهم فاعل بوقع وما موصولة أو مصدرية أو موصوفة وصلتها أو صفتها استبان إلخ وأن وما بعدها مؤولة بمصدر وهو الفاعل باستبان والرابط بين ما وصلتها أو صفتها الضمير فى أنه. ثم قال :
وقد تزاد كان فى حشو كما |
|
كان أصحّ علم من تقدّما |
ويحذفونها ويبقون الخبر |
|
وبعد إن ولو كثيرا ذا اشتهر |
وفهم من قوله وقد تزاد قلة زيادتها بالنسبة إلى عدم الزيادة وفهم من قوله كان أنها تزاد بلفظ الماضى وأنه لا يزاد غيرها من أخواتها وفهم من قوله فى حشو أنها لا تزاد أولا ولا آخرا ، وما فى قوله كما تعجبية وهى تامة فى موضع رفع بالابتداء وأصحّ فعل ماض وفاعله ضمير مستتر عائد على ما وعلم مفعول بأصحّ فكان على هذا زائدة بين ما وأصح. ثم قال : (ويحذفونها ويبقون الخبر) يعنى أن العرب يحذفون كان وفهم من قوله ويبقون الخبر أنها تحذف مع اسمها ويطرد حذفها فى ثلاثة مواضع. الأول بعد إن الشرطية. الثانى بعد لو.
الثالث بعد أن المصدرية وقد أشار إلى الأول والثانى بقوله : (وبعد إن ولو كثيرا ذا اشتهر) فمثال حذفها بعد إن قولهم المرء مقتول بما قتل به إن سيفا فسيف وإن خنجرا فخنجر أى إن كان المقتول به سيفا ومثاله بعد لو قوله صلىاللهعليهوسلم : «احفظوا عنى ولو آية» أى ولو كان المحفوظ آية ، وقول الشاعر :
٢٩ ـ لا يأمن الدهر ذو بغى ولو ملكا |
|
جنوده ضاق عنها السهل والوعر |
وفهم من قوله اشتهر أن حذفها مع اسمها فى غير ما ذكر قليل ، ومنه ما أنشد سيبويه :
__________________
(٢٩) البيت من البسيط ، وهو للّعين المنقرى فى خزانة الأدب ١ / ٢٥٧ ، والدرر ٢ / ٨٥ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٦٢ ، وتخليص الشواهد ص ٢٦٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٩ ، وشرح التصريح ١ / ١٩٣ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٦٥٨ ، وشرح قطر الندى ص ١٤٢ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٦٨ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٠.