الزوجة الذرية
تتجلى زوجية الذرة في الإلكترون والبروتون ، وهما قسمان تحتوي عليهما الذرة ، يحمل أحدهما شحنة موجبة والآخر يحمل شحنة سالبة .. وذلك ما أشار إليه القرآن الكريم قبل مئات السنين ليتبيّن إعجازه وصدوره من رب العالمين ، فتطمئن القلوب بحكمة خالقها ، وتزداد إيمانا بإتقان صنع مخلوقاته من أصغرها إلى أكبرها فقال تعالى :
(أ) ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ) ( الذاريات / ٤٩ ).
(ب) ( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) ( يس / ٣٦ ).
أيها القراء الكرام ، تدبروا هاتين الآيتين وفكروا في الجملتين ( ومن كل شيء ) في الآية الأولى و ( ومما لا يعلمون ) في الآية الثانية ، وتصوروا بأنكم حاضرون عند محمد صلىاللهعليهوآله واصحابه الطيبين وسلم قبل أربعة عشر قرناً وهو ينطق بهما ، فهل يجوز لقارئ حر أن يعتبرهما من إنشائه وهو لا يرى الزوجية في كل شيء ، بل يراها في أصناف معينة من الأحياء كما في الآية الأولى ( ومن كل شيء ) ؟ وهل يجوز لرجل أمي أن يعلن جهل الناس بزوجية مستورة وهو يشترك معهم في هذا الجهل ، كما في الآية الثانية ( ومما لا يعلمون ) ؟ كلا ـ فإن القارئ الحر الواعي يؤمن بأن الآيتين صادرتان من خالق الأشياء ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) وممن أعلن جهل عباده بزوجية الذرة في زمن صدور الآية ( ومما لا يعلمون ) وعلمهم ما لم يعلموا في القرن العشرين ( كما بحثت الآيتان والله أعلم ) قال تعالى : ( علّم الإنسان ما لم يعلم ) ( العلق / ٥ ).