فراقبوا أزواجكم وأولادكم بجد واجتهاد ، ودققوا في اختيار سلوكهم خارج مساكنهم ، فإن الله سبحانه وتعالى سيسألكم ويحاسبكم على ذلك.
أيها الآباء ! احذروا وحذّروا أهليكم هجر القرآن فرتلوه كل يوم ( صفحة واحدة على الأقل ) وزكّوا أنفسكم بالاستماع له والإنصات من الإذاعات والمسجّلات (١) وفكّروا في معانيه ، واعملوا بأوامره وأحكامه ، فإن لم تفعلوا فسيشكوكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في يوم القيامة الخطير ، كما يقول الله تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلاً * لقد أضلّني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً * وقال الرسول يا ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) ( الفرقان / ٢٧ ـ ٣٠ ).
فيا حسرة على قوم يقرأون عشرات من الكتب المدرسيه والصحف والمجلات ليتمتعوا بها في دنياهم ، ولا يقرأون كتاب الله المجيد ليتمتعوا به في دنياهم وآخرتهم ( وما يذكر إلا أولو الألباب ).
أيها الآباء ! تعلموا الأحكام الفقهية من العلماء المتّقين ، بدراسة كتبهم ولقائهم ومقابلتهم ، وعلموها أهليكم وزودوهم بها كما تزودونهم بالطعام والشراب واللباس ولوازم الحياة ، وبيّنوا لأزواجكم وبناتكم بصورة خاصة أحكام الدماء الثلاثة ( الحيض ـ الاستحاضة ـ النفاس ) لأنّ الجهل بها ـ كما مرّ سابقاً ـ يبطل عباداتهن الصلاة والصوم والحج وغيرها من الأمور الشرعية.
__________________
(١) استجيبوا لنداء الرحمن الذي علم القرآن : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون ). واحذروا عداوة الشيطان في ندائه : وإذا غنى المغنون والمغنيات ، فاستمعوا لهم وانصتوا لعلكم من رحمة الله تحرمون.