العشر وفوق الثلاث (١) ـ وبشرهم بانتصار الروم على الفرس .. فتحقق ذلك كما أخبر الله سبحانه وتعالى. فهذه الحادثة تثبت لنا أن الآيات التي مر ذكرها ( أوائل سورة الروم ) هي من الله سبحانه وتعالى وليست من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك لإخبارها بحادث غيبي في المستقبل ، وهو غلبة الروم على الفرس مع تحديد المدة وهي « بضع سنين » ( كما فسرت الآيات ) والله أعلم.
(ب) ذُكر أن « الوليد بن المغيرة » عرض المال على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليرجع عن دينه ويتخلى عن دعوته. فأنزل الله تعالى آيات وبخه بها : ( ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم * منّاع للخير معتد أثيم ) .. ( سنسمّه على الخرطوم ) (٢). المعنى سنضع علامة على أنفه وقد جرى ذلك فعلا في وقعة بدر فخطف أنف الوليد بالسيف ( كما فسرت الآية ) والله أعلم.
محاولة مُزيّفة لتشويه الحق
يحاول بعض الجاهلين الغافلين الذين لم يفكروا بوعي وإخلاص تشويه الحقيقة للرسالة المحمديّة ، فيزعمون أنهم يعتقدون بأن محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كان صادقا أمينا متحليا بسلامة السريرة وإخلاص النية ، ولكنهم يشكون في نزول القرآن من الله سبحانه وتعالى عليه ، فيحتملون أن مفاهيم القرآن هي انطلاقات إنسانية فاضلة صدرت من عقله الكامن المتصف بالفضيلة ، وجرت على لسانه وتُليت على من حوله.
__________________
(١) إشارة إلى معنى كلمة ( بضع أو بضعة ).
(٢) القلم ( ١٠ ـ ١٦ ).