كلمات الله ان الله عزيز حكيم ) ( لقمان / ٢٧ ). ليس المقصود بالكلمات في الآيتين السابقتين تلك التي يتألف منها القرآن المجيد ، فإن كلماته معينة ومعدودة ، بل يقصد بها ـ كما يحثت ـ مخلوقات الله ومنشآته ، وهي التي لا تعد ولا تحصى.
خمس كلمات
أيها الإخوان ، أيتها الأخوات ، وجهوا أبصاركم وأفئدتكم إلى خمس كلمات من الكتاب الكوني الكبير فإنها بمثابة وصفة علاجية تشفي عقولا قد أمرضها الشك في الله ، وتوقظ ضمائر رقادة قد أرقدتها الشهوات والأهواء ، فأعرضت عن ذكر ربها ، وغفلت عن هدف الحياة ، وجهلت ما يراد بها.
الكلمة الأولى : ـ آلاف الملايين من البشر يعيشون على وجه الأرض ، يختلف كل واحد منهم عن الآخر في تخطيط أصابع يديه ، كما نشاهد اعتبار ذلك في المعاملات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. فقد ثبت بالتحقيق العلمي أن لكل شخص في العالم تخطيطات وبصمات خاصة على أطراف أصابع يديه ( خصوصاً الإبهام الأيسر ) ويجري تمحيص ذلك في دوائر معينة بأجهزة فنية. وبناء على هذه المظاهر الثابتة تُكتشف جرائم كثيرة باختبار الانطباعات والبصمات التي تتركها أيدي المجرمين على أمكنة الجريمة ووسائلها.
الكلمة الثانية : ـ ملايين من الناس يمسكون الأقلام بأيديهم ويوقعون لإنجاز معاملاتهم ، فلا يستطيع أحدهم أن ينكر توقيعه بعد ذلك. وإذا زور توقيعاً فهناك الفضيحة وهتك الحرمة عند الفحص والكشف بوسائل فنية عجيبة تكبر بها كل نقطة من التوقيع ، تتجلى فيها كل ذبذبة انطلقت من