أعصاب المُوقِع. تلك الذبذبة تقتصر على مظهر خارجي بها لا تماثلها أي ذبذبة أخرى عند الأشخاص الآخرين في العالم. وقد ثبت ذلك بأدلة قاطعة في البحث العلمي.
وأود هنا أن أذكر إخواني الموظفين والمستخدمين بصورة خاصة أن يركزوا في قلوبهم هذه الحكمة الإلهية عند توقيعهم واستلامهم رواتبهم ، وكذلك التجار عند إنجاز معاملاتهم وخصوصا في البنوك ، وذلك ليتقوا ربهم ويسلكوا سبيل الرشاد.
الكلمة الثالثة : ملايين الوجوه البشرية يختلف كل واحد منها عن الآخر في الصورة. وحكمة الله في ذلك هي تحقيق التبادل الاجتماعي والتعارف الإنساني بين أفراد البشر ، ولولا ذلك لاضطربت الحياة العملية وارتبك سيرها. لذلك نرى أن « الصورة الفوتوغرافية » هي من أهم الدعائم التي يرتكز عليها تحقيق المعاملات الشخصية. والجدير بالذكر « لتركيز الإيمان في النفوس » هو أن الاختلاف المار ذكره في الصور نراه بارزاً في المجتمع الإنساني ، ولا نشاهده في الحيوانات. وذلك لأن الحياة الإنسانية في جميع المجالات تقتضي التباين بين الوجوه ، والتمييز بين الصور ... أما الحيوانات ـ كما نعلم ـ فليس لها نصيب من تلك الحياة الاجتماعية. ولكن هناك تعارف في نطاق ضيق بين أفرادها لا يتم إلا بدلائل وعلامات خاصة يكتشفها الحيوان ، بطاقات انطلقت من إرادة الله وقدرته ، كما يجري بين الأم وأولادها وغير ذلك من الأحداث المُضيقة المحددة. فسبحان المدبر الحكيم الذي يهيمن على مواد الكون ، فيميز بين خلق مادة الإنسان ومادة الحيوان ليبين هدف الإيجاد والوجود ، وذلك هو الله رب العالمين.
تنبيه وتذكير : (أ) المشابهة لا تنافي الاختلاف ، فوجود الشبه بين أفراد الشعب الصيني والياباني ( مثلا ) لا يضيع التمييز بين صورهم كما يظهر ذلك في الصحف والمجلات وغيرها.