والقرآن الكريم هو المعجزة الكبرى لنبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. ومعنى المعجزة هو صدور حادث أو وقوع أمر من قبل الله تعالى على يد نبيه لإثبات نبوته ، ولا يستطيع الناس ويعجزون عن الإتيان بمثل ذلك الحادث أو الأمر. فالاختراع مثلا ليس معجزة ، لأنه قد يظهر اختراع آخر يماثله ويضاهيه. وينقسم الإعجاز القرآني إلى ثلاثة أقسام :
أولا : الإعجاز البلاغي : وهو أن البلغاء والمتفننين والبارعين في اللغة العربية لم يستطيعوا أن يأتوا بمثل القرآن ، بل بسورة من مثله ، مع العلم أن محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أميا لا يعرف القراءة والكتابة. والدعامة الرصينة المتينة التي يتركز عليها الإعجاز البلاغي هي التحدي والإعلان بالعجز. ولإيضاح ذلك أقدم مثلا واحداً للقراء الأعزاء :
إذا وجد رسام بارع في مدرسة وكان متفوقا على جميع التلاميذ في فن الرسم ، فهل يستطيع أن يتحدى التلاميذ بقوله : « إن جميع التلاميذ لا يقدرون مجتمعين أن يأتوا بمثل رسمي ؟ » كلا ، لأنه لا يعلم ذلك ولا يدري ما في العقول من ملكات وقابليات للإنتاج خصوصاً إذا اجتمعت واتحدث ، فلا يتفوه بذلك ولا يزج نفسه في ميدان الفشل والخجل المجتمعين ، وكذلك الحداد والنجار وغيرهما إذا كانا متفوقين على غيرهما ».
والآن : نأتي إلى القرآن الكريم ، فإذا كان من إنشاء محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ـ نعوذ بالله ـ فمعنى ذلك أن محمدا قد كذب في دعوته ، فكيف إذن يستطيع أن يعلن بما يأتي :
(أ) ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) (١).
__________________
(١) الإسراء : ٨٨.