اقتصرتم على الاعتقاد ببعض الأنبياء ولم تعتقدوا بجميعهم وخاتمهم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ لماذا أصبح الدكتور المسيحي « نظمي لوقا » مسلما ( كما مر ذكره سابقا ) وكذلك كثير من العلماء الأوربيين (١) غير المسلمين استناروا بنور الإسلام ، وأنتم بقيتم على دينكم ؟ ليس الجواب إلا أن تعترفوا قائلين : « ربَّنا إنا كنا لآبائنا تابعين ومقلّدين ، ولو كنا نبحث أو نفكر ما كنا عن الإسلام معرضين » ، فويل يومئذ للكافرين الذي كذّبوا الصادق الأمين محمداً سيد المرسلين وخاتم النبيين صلىاللهعليهوآله وأصحابه المنتجبين الميامين.
ثانيا : تعلما كتاب الله ـ أيها الوالدان ـ وعلماه أولادكما ، وهو القرآن المجيد الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهو النور الساطع الذي يهدي البشرية جمعاء إلى سبل السلام ، ويخرجهم من ظلمات الباطل إلى نور الحق .. من ظلمات الجهل إلى نور العلم .. من ظلمات الخوف إلى نور الأمن .. من ظلمات الفقر إلى نور الغنى ... من ظلمات المرض إلى نور الصحة .. من ظلمات الذل إلى نور العزة .. من ظلمات الضعف إلى نور القوة ، وهو الحصن الراسخ الشامخ ، والظهير النصير لصد عدوان المعتدين ومكافحة المستعمرين الظالمين والمستعبدين الطاغين. لذلك نرى أحد رؤساء وزراء إحدى الدوله الغربية في القرن التاسع عشر ، وقف أمام مجلس البرلمان وقد أمسك بيده القرآن ، وتحدث في صراحة فقال : « مادام هذا الكتاب بين أيدي العرب والمسلمين ، فلن يقرّ لنا قرار في بلادهم » (٢).
__________________
(١) اقرأ كتاب ( أوربا والاسلام ) للدكتور عبد الحليم محمود.
(٢) راجع كتاب ( الإسلام على مفترق الطرق ) للمؤلف ( ليوبولد فايس ) الذي أسلم وسمى نفسه « محمدا ».