الحجاب لأولي الألباب
أولا : إن الإسلام للمرأة هو بناء الحق والهدى تبنيه في قلبها لتكون سعيدة في الدنيا والآخرة ، ولهذا البناء فروع وشُعب يرتبط بعضها بالبعض الآخر. ومن أهم الفروع هو الباب الذي يحمي البناء من دخول المعتدين الذين يحالون أن يعتدوا على المرأة بتدمير كرامتها وعفتها. وأولئك هم شياطين الجن والإنس ، ولصوص الرجس والدّنس. والحجاب هو ذلك الباب (١) ، ويقي المرأة كذلك شر المآب في يوم الحساب.
ثانيا : أيتها الأخت العزيزة ! احذري الإيمان ببعض كتاب الله المجيد والكفر ببعض ، وتدبري قول الله تعالى : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يُردون إلى أشدّ العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) ( البقرة : ٨٥ ). واعلمي أن القرآن هو شفاء للأمراض الإنسانية كما قال تعالى : ( وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين .. ) ( الإسراء : ٨٢ ) فهل يجوز للمريض أن يتناول قسما من الدواء ويهجر القسم الآخر ؟ كلا لأنّ هذا الهجر والنقص لا يحقق له العلاج الكامل.
وبعد هذه المقدمة : هل يجوز لك ـ أيتها الأخت العزيزة ـ الإيمان ببعض الآيات والكفر ببعضها ، وترك الاستجابة لأحكاما وأوامرها ؟
١ ـ ( حافضوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ) ( البقرة : ٢٣٨ ).
__________________
(١) هل يكمل بناء الدار ( مثلا ) بغير باب ؟ وهل يكمل بناء الإسلام بغير حجاب ؟ كلاّ ثم كلا.