الزوجية البشرية
لقد انتهيت بتوفيق الله تعالى من شرح الزوجية الذرية وما يرتبط بها من البحوث الهامة حسب إتاحة الفرصة ، وأقدم لكم بعد ذلك شرح الزوجية البشرية كما يأتي :
* خلق الله سبحانه وتعالى الكون وأظهر فيه آيات لا تعد ولا تحصى ، ليستدل الإنسان بها على حكمة خالقه وعظمة رب العالمين. ومن أهم آياته هي الزوجية البشرية التي تتجلى مظاهرها الحكيمة في الرجل والمرأة. كما أشار إلى ذلك أحد الفلاسفة بقوله: « إذا كانت المصادفات العمياء والاتفاقات المتكررة قد أوجدت إنساناً على وجه الأرض فكان رجلاً ، فهل يجوز لذوي العقول الواعية أن يزعموا أن تلك المصادفات والتطورات قد أنشأت إنساناً آخر فكان امرأه لها أجهزة عجيبة التركيب تختلف عن أجهزة الرجل ، كجهاز الرضاعة والحمل والأوتار الصوتية ، بالإضافة إلى غريزة التجاذب الجنسي ؟ كلا ! ثم كلا ! فإن المفكرين الأحرار يخشعون ويسجدون لله الخالق البارئ المصور لكلا الجنسين الذكر والأنثى.
كما قال تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ( الروم / ٢١ ).
* يجب على الإنسان أن يعلم بأنه لم يُخلق في هذا الكون ليتمتع بالطعام والشراب واللباس والمسكن والمال والجنس والسلطة ، ويتخذ تلك المقومات الحيوية هدفا لكيانه وسعادته ، بل خُلق ليجعلها وسيلة لغاية سامية وهي السعي لمعرفة ربه ، وعمارة قلبه بتفواه في نفسه وفي عباده وبلاده. كما قال تعالى : ( وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون ) ( الذاريات / ٥٦ ).
فالبناء الحيوي للإنسان بفروعه ( الطعام. الشراب. اللباس.