المسكن. العلم. العمل. المال. الجنس. السلطة ) إذا لم يكن مبنيا على أساس التقوى فهو بناء منهار ، كما قال تعالى ( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ) ( التوبة / ١٠٩ ).
ولا يتحقق هذا البناء الإنساني القويم إلا بمجتمع يستضيئ بنور الله الذي يهدي إلى الصراط المستقيم وسبل السلام. ولا ينشأ هذا المجتمع إلا بإنشاء الأسرة الصالحة المُصلحة ، ولا يحصل ذلك إلا بأزواج قد غرست في قلوبهم شجرة الدين الحنيف تُؤتي الثمرات الطيبة من الأولاد.
كيف يكون ذلك ؟
* يتدبر الإنسان الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث المرء على الزواج وتحفزه للمسارعة إليه فيعمل بمقتضاها.
* الآيات القرآنية :
(أ) ( وانكحوا الأيامى (١) منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) ( النور / ٣٢ ).
الشرح : يجب على الآباء والأمهات أن يعجلوا في تزويج أبنائهم وبناتهم ، فإنهم مسؤولون أمام الله تعالى ومعاقبون على كل مفسدة تنتج من التأخير بدون عذر مشروع. أما عذر إكمال الدراسة فإنه غير مقبول ، وذلك لإمكان الزواج وإشباع الغريزة الجنسية بصورة لا تؤدي إلى الحمل والولادة ، وإن كان في ذلك نيل الحد الأدنى من الشهوة. فإن متاعب عزوبة الشاب والشابة خلال الدراسة أكثر من متاعب زواجهما أضعافاً مضاعفة .. وأملي وطيد بأن القراء الواعين يؤيدون ذلك. كل ذلك يتم بشرط عدم تعسير
__________________
(١) الأيامى ( جمع ) والمفرد ( أيم ) تطلق الكلمة للرجل العزب وللمرأة العزبة.