(ب) ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين * فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) (١).
أيها الاخوان ! أيتها الأخوات ! تدبروا الآيتين وأمعنوا النظر إليهما وفكروا فيهما بوعي وإخلاص ، خصوصاً في الجملة ( ولن تفعلوا ) من الآية الثانية ، فإنهما دليلان حاسمان على أن القرآن ليس من كلام البشر كمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنه لا يستطيع أن يتحدى ويخاطب البلغاء والخطباء والشعراء والمتفوقين في البلاغة بالجملتين :
١ ـ ( لا يأتون بمثله ) في الآية الأولى.
٢ ـ ( ولن تفعلوا ) في الآية الثانية بل إنهما تصدران ممن هو عليم بذات الصدور ، ذلك هو رب العالمين.
ثانيا : الإعجاز العلمي : لقد ذكر القرآن بعض الأسرار العلمية ، واكتشفها العلم الحديث ، فذلك دليل على أن القرآن ليس صادر من بشر ، لأن البشرية في زمن صدور القرآن لم تكن عالمة بتلك الأسرار ، وقد بينت منها سابقا (٢) للقراء الكرام ، وأضيف هنا آيات أخرى لتركيز الإيمان في النفوس ، وقد درست وبحثت كما يلي :
(أ) ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) (٣) : لقد أثبتت البحوث العلمية الأخيرة أن حجم الكون آخذ في الزيادة شيئا فشيئاً ، وكلما ازداد حجمه ازدادت المسافة بين أجرامه ، وقد اكتشف التحليل الطيفي لرصد الأجرام السماوية أن المجرات تبتعد عنا بقياسات مختلفة من السرعة تثير الدهشة كل الدهشة ، فمنها ما يبتعد عنا بسرعة (٢٥) ألف كيلومتر في الثانية
__________________
(١) البقرة : ٢٣ ، ٢٤.
(٢) رجاء راجع صفحة (٤ ، ١٧).
(٣) ( الذاريات : ٤٧ ).