أقول : إن الاحتمال الذي صدر من هؤلاء الشاكين في صدور القرآن من الله سبحانه وتعالى باطل ، لظهور أمور عديدة هامة تطمس معالم ذلك الاحتمال وتنسف بناءه.
الأمر الأول : نرى عشرات من الا´يات القرآنية تتضمن كلمة ( قل ) فمن تدبرها وأمعن النظر فيها وجد أن هناك مُخاطباً ومُسمعاً ومُلقيا للكلام غير محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو الله سبحانه وتعالى. وإليكم من الآيات :
(أ) ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد ... ) ( نهاية سورة الكهف ).
(ب) ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين ) ( الأنعام / ١٦٢ ).
(ج( ( قل هو الله أحد ... ) ( سورة الإخلاص ).
(د) ( قل يا أيّها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون ... ) ( سورة الكافرون ).
(ه( ( قل أعوذ بربّ الفلق ... ) ( سورة الفلق ).
(و) ( قل أعوذ بربّ الناس ... ) ( سورة الناس ).
(ز) ( وقل ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) ( الاسراء / ٨٠ ).
(ح) ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) ( الإسراء / ٨١ ).
الأمر الثاني : إذا اعتقد هؤلاء بصدق محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وتنزهه عن الافتراء على الله الكذب ـ كما زعموا ـ فكيف يحتملون صدور ما يخالف صدقه وأمانته بانطلاق ألفاظ تصدر من عقله الكامن المتصف الفضيلة ـ كما تصوروا ـ وتخاطبه معلنة انه رسول الله سبحانه وتعالى ؟!!