كلما أكلت الجلد الذي فيه الأعصاب ، نجدده كي يستمر الألم بلا انقطاع .. وكان الله عزيزا حكيماً (١) ( والله أعلم ).
ثالثا : إعجاز الإخبار بحوادث المستقبل : لا يستطيع الإنسان أن يتنبأ بحوادث المستقبل بصورة حاسمة إلا ما يتعلق بالعلوم المادية ، كالأنواء الجوية والحوادث المرضية ، والطوارئ الجيولوجية وغيرها. وقد يخطئ أحيانا في بعض التنبؤات. أما التطورات الاجتماعية فيستحيل معرفة مستقبلها ، مع العلم أننا الا´ن في القرن العشرين في عصر الذرة والرادار والأقمار الاصطناعية والعقل الإلكتروني. فلو كان ذلك ممكنا لعلمت كل دولة بمستقبلها وعملت لدرء أخطاره واجتناب شرورة. ولكننا نرى القرآن قد اخبر ببعض حوادث المستقبل في مناسبات خاصة ، وكان صادقا في ذلك فتجلى البرهان على أنه ليس من كلام محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بل هو كلام الله الذي يحيط بكل شيء علما.
ومن أهم تلك الحوادث ما يلي :
(أ) جاء في أوائل سورة الروم : ( الم * غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ).
الشرح : جرت معركة بين الروم والفرس في أوائل الإسلام ، فانتصر الفرس على الروم فضاقت صدور المسلمين لأن الفرس كانوا يؤمئذ مجوسا يعبدون النار ، والروم كانوا يعبدون الله وهم أهل كتاب ، فوعد الله المسلمين بعودة نشوب الحرب بين الروم والفرس خلال بضع سنوات ـ وهي دون
__________________
(١) الإسلام والطب الحديث ـ الدكتور عبد العزيز إسماعيل.