وخلاصة القول : أعتقد بأن القراء الأعزاء الواعين يؤيدونني حينما أقول إن الرجل رجل بقوته البدنية وخشونته الفسلجية وطبيعته العقلية الخاصة ، والمرأة مرأة بنعومتها البدنية وطبيعتها العاطفية بلا نقص في كرامتها ومكانتها الاجتماعية. لذلك نرى تلك الطبائع قد سرى مفعولها بصورة فطرية في كل المجتمعات العالمية حتى في هذا العصر الذي تعلو فيه الصيحات لتحرير المرأة فالأنبياء ـ الملوك والرؤساء والأمراء والوزراء ـ أئمة الدين السابقون واللاحقون ـ الفلاسفة ـ المخترعون ـ الكتاب والمؤلفون ـ الشعراء ـ الملحنون للمغنيات ـ المخرجون للأفلام ، فنشاهد أولئك هم من الرجال إلا ما ندر في بعض الأقسام.
( والنادر كالمعدوم ) ـ فالرجال قوامون على النساء وبما فضل الله بعضهم على بعض في ملكات وقابليات تؤهلهم للرئاسة والقيادة وإدارة المؤسسة الأسرية بالإنفاق المالي ، وهو المهر الذي يقدمه الزوج لزوجته ، وكذلك ما يقوم الرجل بأداء تكاليف معاشية مفروضة عليه لزوجته وأولاده.
القسم الباقي من الآية ـ النساء قسمان : صالحات وفاسقات. أما الصالحات فيتصفن بالخشوع والخضوع لأوامر الله سبحانه وتعالى. ومن أهم تلك الأوامر طاعة الزوج خصوصاً عند غيابه يحفظنه في أمواله وأسراره. والأهم من ذلك يحفطنه في أنفسهن بالحجاب والحشمة والوقار وعدم الخيانة. وأما النساء الفاسقات فمن فسقهن تخلفهن عن طاعة الأزواج والإساءة إليهم ، فيرشد الله سبحانه وتعالى إلى تأديبهن في ثلاث مراحل متدرجة. أولا ـ بالوعظ. ثانيا ـ فإن لم ينفع فبهجرهن في المضاجع وعدم مواجهتهن. ثالثا ـ وإن لم يؤثر هذا الإجراء فبالضرب. بشرط أن يكون بدافع التأديب لا للتشفي والانتقام ، وأن لا يكون مُبرحاً مؤلما بصورة يبرز فيها الكسر أو الجرح أو تغيير لون الجلد ولا يجوز للزوج أن يعتدي على