يعرفون بها جبلا يقال له : ثور ، إنما ثور بمكة ، فنرى أن الحديث أصله ما بين عير إلى أحد (١).
قلت : بل يعرف أهل المدينة جبل ثور ، وهو جبل صغير وراء أحد ولا ينكرونه.
وفي «السنن» (٢) لأبي داود من حديث عدي بن زيد قال : حمى رسول الله صلىاللهعليهوسلم كل ناحية من المدينة بريدا بريدا ، لا يخبط شجرها ولا يعضد إلا ما يساق به الجمل.
وفيها : أن سعد بن أبي وقاص أخذ رجلا يصيد في حرم المدينة الذي حرّم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فسلبه ثيابه ، فجاءوا إليه فكلموه فيه.
فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حرّم هذا الحرم ، وقال : «من أخذ الصيد فيه فليسلبه ثيابه» ، فلا أرد عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولكن إن شئتم دفعت إليكم ثمنه (٣).
وفيها : عن جابر بن عبد الله رضياللهعنه أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يخبط شجرها ولا يعضد ولكن يهشّ هشا رفيقا» (٤).
أخبرنا يحيى بن أبي الفضل الفقيه ، أخبرنا عبد الله بن رفاعة ، أنبأنا علي بن الحسن الشافعي ، أخبرنا شعيب بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن الحسن الرازي ، حدّثنا أبو الزنباع ، حدّثنا عمرو بن خالد ، حدّثنا بكر بن مضر ، عن ابن الهاد ، عن أبي بكر بن محمد ، عن عبد الله بن عمر ، عن
__________________
(١) قال الفيروز آبادي في «المغانم المطابة» ١٤٢ / ب : «ولا أدري كيف وقعت المسارعة من هؤلاء الأعلام إلى إثبات وهم في الحديث الصحيح المتفق على صحته بمجرد دعوى أن أهل المدينة لا يعرفون بها جبلا يسمى «ثورا» ، وغاية مثال هؤلاء القائلين أنهم سألوا جماعة من أهل المدينة ، ـ ولا يلزم أن يكون كلهم ـ بعد مضي أعصار متطاولة وسنين متكاثرة ، فلم يعرفوه. والعلم القطعي حاصل من طريق العيان المشاهد بطروق التغير والاختلاف والنسيان على أسماء الأمكنة والبلدان ... الخ». اه منه.
وانظر بيان ذلك في «وفاء الوفا» ١ / ٩٢ وما بعدها.
(٢) باب «تحريم المدينة» ٢ / ٥٣٢ (٢٠٣٦).
(٣) باب : «تحريم المدينة» ٢ / ٥٣٢ (٢٠٣٧) وفيه اختلاف بعض الألفاظ.
(٤) باب «تحريم المدينة» ٢ / ٥٣٣ (٢٠٣٩) ، وفيه : «لا يخبط حمى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ...».