عنهما أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما بدن قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع ، أو يحمل عظامك! قال : بلى. قال : فاتخذ له منبرا مرقاتين (١).
وروى عن أبي الزناد أنه عليه الصلاة والسلام كان يخطب يوم الجمعة إلى جذع في المسجد ، فقال : إن القيام قد شق عليّ ، وشكا ضعفا في رجليه ، فقال له تميم الداري وكان من أهل فلسطين : يا رسول الله أنا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام ، قال : فلما أجمع ذوو الرأي من أصحابه على اتخاذه ، قال العباس بن عبد المطلب رضياللهعنه : إن لي غلاما يقال له : كلاب ، أعمل الناس ، فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : فمره يعمل ، فأرسل إلى أثلة بالغابة فقطعها ، ثم عملها درجتين ومجلسا ، ثم جاء بالمنبر فوضعه في موضع المنبر اليوم ، ثم راح إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الجمعة ، فلما جاوز الجذع يريد المنبر حن الجذع ثلاث مرات كأنه خوار بقرة ، حتى ارتاع الناس وقام بعضهم على رجليه ، فأقبل عليه الصلاة والسلام حتى مسه بيده فسكن ، فما سمع له صوت بعد ذلك ، ثم رجع إلى المنبر فقام عليه.
وقد روي أن اسم هذا الغلام الذي صنع المنبر : مينا ، وقال عمر بن عبد العزيز : عمله صباح ، غلام العباس بن عبد المطلب (٢).
قال الواقدي : وفي سنة ثمان من الهجرة اتخذ النبي صلىاللهعليهوسلم منبره ، واتخذه درجتين ومقعدة.
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة رضياللهعنها قالت : قال صلىاللهعليهوسلم : «قوائم منبري رواتب في الجنة ، وما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» (٣).
وفي «الصحيحين» من حديث أبي هريرة رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «منبري على حوضي» (٤).
__________________
(١) باب «اتخاذ المنبر» ١ / ٦٥٦٣ (١٠٨١).
(٢) انظر في ذلك : «وفاء الوفا» ١ / ٣٩٥ و ٣٩٧.
(٣) أخرجه أحمد في «المسند» ٧ / ٤١١ (٢٥٩٣٧) ، والبيهقي في «السنن» ٥ / ٤٠٦ (١٠٢٨٨).
(٤) أخرجه البخاري في فضائل المدينة (١٨٨٨) ، وفي فضل الصلاة ، باب فضل ما بين القبر والمنبر (١١٩٥) ، ومسلم في الحج ، باب ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة (١٣٩٠).