قال الخطابي (١) : معناه من لزم عبادة الله عنده سقي من الحوض يوم القيامة.
قلت : الذي أراه أن المعنى هذا المنبر بعينه يعيده الله على حاله فينصبه عند حوضه ، كما تعود الخلائق أجمعون.
أخبرنا أبو طاهر المبارك بن المبارك العطار قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن الخطيب ، (ح) وأخبرنا هبة الله بن الحسن بن السبط قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله العكبري قالا : أخبرنا أبو طالب العشاري ، أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين قال : حدّثنا علي بن محمد العسكري ، حدّثني دارم بن قبيصة ، حدّثني نعيم بن سالم قال : سمعت أنس بن مالك رضياللهعنه يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «منبري على ترعة من ترع الجنة» (٢).
قال أبو عبيد القاسم بن سلّام (٣) : في الترعة ثلاثة أقوال :
أحدها : أنها الروضة تكون على المكان المرتفع خاصة.
والثاني : أنها الباب.
والثالث : أنها الدرجة.
وروى أبو داود في «السنن» من حديث جابر بن عبد الله رضياللهعنهما قال : قال صلىاللهعليهوسلم : «لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر ، إلا تبوأ مقعده من النار ، أو وجبت له النار» (٤).
وقال ابن أبي الزناد : كان صلىاللهعليهوسلم يجلس على المنبر ويضع رجليه على الدرجة الثانية ، فلما ولي أبو بكر رضياللهعنه قام على الدرجة الثانية ووضع رجليه على الدرجة الثالثة السفلى ، فلما ولي عمر رضياللهعنه قام
__________________
(١) «أعلام الحديث» للخطابي ١ / ٦٤٩.
(٢) أخرجه أحمد في «المسند» ٦ / ٤٥٩ (٢٢٣٣٤).
(٣) «غريب الحديث» ١ / ٤.
(٤) ٣ / ٥٦٧ (٣٢٤٦).